الامام السجاد بين الاسر والقيادة ...

85826-07212025113258687dfb3ac8c11.jpg

تاريخ الاضافة: 2025-07-21 11:32:58 | عدد الزيارات:217

 

 

لقد حضي الإمام السجاد (عليه السلام) بمكانة شعبية كبيرة ، في الفترة التي عقبت فاجعة كربلاء حتّى تحدّث الناس بإعجاب وإكبار عن اخلاقه وعلمه وفقهه وعبادته، ولقد عجّت الأندية العامة في المدينة المنورة ومكة المكرمة  بالتحدّث عن صبره وسائر ملكاته الإلهية ، فاحتلّ مكانة كبيرة في قلوب الناس عامة فضلا عن الخواص من شيعته ومحبيه ، فكان السعيد من يحظى برؤيته، ويتشرّف بمقابلته والاستماع إلى حديثه ،

لقد حضر الإمام زين العابدين عليه السلام واقعة كربلاء ، وشاهد ما شاهد فيها من مصارع أبيه وإخوته وأعمامه وما جرى على عماته واخواته ونساء بني هاشم ومن معهن في ذلك الركب المبارك ، فشاءت قدرت الله أن يبتلى بمرض عضال أقعده عن القتال مع ابيه الحسين عليه السلام وليقع في اسر بني امية ، وليحفظه  الله تعالى مناراً للإسلام بعد أبيه فيكمل المسيرة التي بدأها جده وأبيه، وحتى لا تخلو الأرض من حجة . فحمل راية الاسلام  المحمدي الاصيل ، فلم يترك مناسبة دون أن يذكّر مصائب ابيه وال بيته التي حلّت بهم في كربلاء  ، بل كان يصبغ هذا الذكر بصبغة عاطفية كبرى  وفق منظور تربوي يعتمد على اظهار الجانب المأساوي الذي مر على اهل البيت في كربلاء ، ممّا أدّى إلى تحفيز وإلهاب الشعور بالإثم الذي أحسّه المسلمون بعد مقتل الحسين - عليه السّلام- ، وعملية التقاعس الغير مبررة في نصرته  ، وموقف الامة  المتخاذل طوال هذه الفترة التي امتدت منذ الانحراف الاول للسقيفة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .ولقد نجح  سلام الله عليه في استغلال هذه النقطة المهمة في مأساة كربلاء ، والتي ولدت رد الفعل المناسب لعظيم هذا الجرم ،  فتوالت الثورات حتى زعزعت أركان الحكم الاَموي، وأسقطته في نهاية المطاف .فسلام عليك يا سيد الساجدين وامام المتقين يا علي بن الحسين  يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّاً.

 

قرحت جفونك من قذى وسهاد *** إن لم تفض لمصيبة السجـــاد

فأسل فؤادك من جفونك أدمعا *** واقدح حشاك من الأسى بزناد

واندب إماما طاهرا هو سيد *** للساجــديـن وزينــــة الــعــباد

ما أبقت البلوى ضنا من جسمه *** وهو العليل سوى خيال بـادي

لهفــــــــي عليه يئن في أغـلاله *** بين العدى ويُقاد بالأصــــفاد

سل عنه طيبة هل بها طابت له *** بعـــــد الحسين نواظر برقاد

هل ذاق طعم الزاد طول حياته *** إلا ويــمزج دمعه بالـــــزاد

حتى قضى سمـــــا وملأ فؤاده *** ألــم تحـــز مـداه كل فــــؤاد

تطبيق الاذاعة
لأجهزة الآيفون
تطبيق الاذاعة
لأجهزة الأندرويد