صغيرٌ تعلقَ بأمهِ ليرضعَ من صدرها حبَّ الحسين ، ارى وجهَهُ الطفولي ونظراته التي تسمرتْ على خديّ امهِ تلاحقُ تلك الدموعَ التي انسابتْ من عينيها ، صغيرٌ يرضعُ لبنا يغذيهِ حبا والما ولوعةً على الحسين ، كان يرى في تلكِ الدموعِ صورةَ طفلٍ قد ذُبحَ من الوريدِ الى الوريدِ ، وخياما تشتعل ظلما ، يلمحُ في دموعِها فرارُ النساءِ والاطفالِ في بيداءِ كربلاء ... احس بحرارةِ دموعِها وهي تتقاطرُ على كفهِ الصغير ، بكى عندما الحتْ عليهِ ليرضعَ ، الحتْ عليهِ ، اشاحَ بوجهِهِ عن صدرِها كأنَهُ يقولُ لها كيف ارضعُ وانا ارى رضيعا بين كفي ابيهِ قد فطمتهُ نبلةُ المنيةِ ، واختلطتْ دموعُ عينيهِ بدموعِ عينِيها مواسيةً لها بمصيبةِ الحسين ,وانطلقتْ من شفتيهِ صرخةَ الولاءِ لتعيشَ معهُ مصيبةَ الحسينِ حتى اخرَ انفاسهِ
.
جعفر البازي